(( امسح الألم ببث الأمل ))

من مقالات الشيخ نديم الزعبي أبي رعد
(( امسح الألم ببث الأمل ))
قال الله تعالى: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} سورة الصف.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْوَاسِطِيُّ , وَكَانَ ثِقَةً , سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ سَالِمٍ ، سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ بَشِيرُ رَجُلاً يَكُفُّ حَدِيثَهُ ، فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ ، فَقَالَ : يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ ، أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الأُمَرَاءِ ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ حَاضِرًا مَعَ بَشِيرٍ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ ،
فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَكُونُ فِيكُمُ النُّبُوَّةُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ تَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونَ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ، ثُمَّ سَكَتَ قَالَ حَبِيبٌ : فلَمَّا قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ النَّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي صَحَابَتِهِ فَكَتَبت إِلَيْهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، أَذْكُره إِيَّاهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي أَرْجُو أن يكون أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَعْنِي عُمَرَ ، بَعْدَ الْمُلْكِ الْعَاضِّ وَالْجَبْرِيَّةِ ، فَأُدْخِلَ كِتَابِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسُرَّ بِهِ وَأَعْجَبَهُ.

إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للمؤلف : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري
سنة الله تعالى في المجتمعات و الأمم ,وحركة التغير الدائمة فيها .
هلاكٌ إذا انحرف المسلمون عن تعاليم السماء .
تمكينٌ اذا التزم المسلمون بتعاليم السماء .
القوى المعاديةُ للأسلام أعلنت من قرون حروباً علينا , ومنها الحرب النفسية تيئسهم من الأمل في غد أفضل والرجاء في مستقبل مشرق .
وبدأت بحملات مسعورة تحركها قلوب موتورة وتقودها أقلام مأجورة وأبواق مأمورة من الأمة نفسها, تتهم وتلطخ وتشوه كُلَّ ما هو اسلامي ,لهذا كان علينا أن نقاوم هذه الحملات المعادية بسلاح مضاد, وعلينا أن نكون مبشيرين لا منفيرين ,أن نكون طلبة للعلم , فديننا دين العلم ولكننا نحن الجاهلون ,ديننا دين التيسير ولكن نحن المعسرون ,
(( بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا)) فهذا شعار رسول الله صلى الله عليه وسلم للفاتحين الأوائل فكان صلى الله عليه وسلم يرسل السرايا ليفتحوا القلوب وينيروا الطريق للأفئدة الحائرة كي تنعم بالأنس بالله عز وجل .
لا ضيرَ ان تشدد على نفسك لا ضير أن تأخذ بالعزائم , ولكن مع عموم الناس يسر ,واذا وجدت ضعيفا فبين له الرخصة وان لم تأخذ أنت بها ,ولا تفتي الناس بورعك,وخاصة اننا في عصر شُغِلَ النَّاسُ فيه بحياتهم الدنيا وغلبت عليهم النزعة المادية البغيضة , وللشيطان في الناس سوق نافقة وبضاعة رائجة وعملاء مدربون,
ولذا ينبغي لأهل الفتوى أن ييسروا ما استطاعوا ,فيجب أن نجذبهم الى سوقنا ولن يكون ذلك أبدا بالتعنت والتزمت والإحراج والتشديد والتعسير والتنفير.
إشارات مهمة انتبه :لا يعني التيسير أن نفعل محرماً أو نقع في دائرة الشبهات أو نتبع رخص العلماء ,كلا بل مرادنا أن لا نشدد على الناس وأن لا نضيق عليهم واسعا,فالتيسير كل دعوة تحبب الله تعالى لعباده ,وترغبهم في طاعته وتقودهم بحب ورفق الى اتباع صراطه المستقيم .
اللهم انا نسألك أن تنور قلوبنا وعقولنا لفهم كلامك وكلام نبيك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأن توفقنا للعمل بهما والاهتداء بهديهما
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن استن سنته الى يوم الدين وسلم .