من مقالات الشيخ نديم الزعبي أبي رعد
انعكاسُ القيمِ واختلالُ المقاييس :
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) . مسند أحمد:7899.
فالأوصافُ المذكرةُ تَنطبقُ في عصرِنا على من بيدِهم المسؤولياتُ العليا ومراكزُ التوجيهِ,وقد شاهدت ذلك .......
فانقلابُ المعاييرِ وضياعُ القيمِ وانحلالُ الأخلاقِ يعني في عرفِهم ما يُطلقُ عليه من مصطلاحاتٍ مستحدثةٍ بالتقدم والمحافظة , وما تمثله أخلاق الإسلام وآدابه رجعية , وتلك ألفاظ تجد لها رواجا في سوق الإنحلاليين , وأتباع الشهوات ,فهم يحاربون الإسلام والمسلمين بكل شيئ , حتى بالألفاظ والمصطلاحات ,وهذه تكررت عبر التاريخ مرات ومرات , اجتياح التتار ديار الإسلام والهجمات الصليبية بأحقادها أرض المسلمين مع قوافل الشر متفقة على هدم ما تبقى من أثر للإسلام في النفوس , حيث تكاتفت جهود الملاحدة واليهود وملل أخرى على الإطاحة بنظام الإسلام ونقض أركانه ودك بنيانه , وكل ذلك باتفاق مع الذين اتخذوا الإسلام وآل البيت -رضي الله تعالى عنهم – ستاراً لهم - وهم الروافض والصفويون -.
وهنا ننظر الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يوشك ان تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها, قال: قلنا يا رسول الله: أمن قلة بنا يومئذ, قال: أنتم يومئذ كثير, ولكن تكونون غثاءً كغثاءِ السيلِ, ينتزع المهابة من قلوب عدوكم, ويجعل في قلوبكم الوهن: قال: قلنا: وما الوهن؟ قال حُبُّ الحياة وكراهيةُ الموتِ) مسند الإمام أحمد.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من الفرقة والإختلاف ويدعو المسلمين الى الوحدة والتآلف ورص الصفوف , واحياء شعيرة الجهاد حتى تتقوى النفوس وتنزع الوهن من الصدور وتعيد قوة الإسلام ورهبته في صدور الأعداء , ولن يكون الا بالعودة الى الدين الحنيف وعدم التنازع قال الله تعالى : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} سورة الأنفال.
فلن يعيد الله لنا مجدنا وعزنا وكرامتنا الا اذا عدنا الى كتاب ربنا جل جلاله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام .
مهمة جدا:
بسبب مخالفة واحدة للنبي صلى الله عليه وسلم من الرماة في غزوة أحد كان الفشل بعد ما كانت كفة الميزان راجحة بالنصر للمسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم .
اللهم فرج الكرب عن المكروبين واشف مرضى المسلمين وألف بين قلوب المؤمنين وردنا جميعا الى دينك ردا جميلاً وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.
15 رمضان 1434 هجري الموافق 24/7/2013 ميلادي
الشيخ أبو رعد الزعبي