الشيخ محمد امين الزعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا وسهلا بكم في منتدى الشيخ محمد أمين الزعبي
الشيخ محمد امين الزعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا وسهلا بكم في منتدى الشيخ محمد أمين الزعبي
الشيخ محمد امين الزعبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ محمد امين الزعبي

خطب دينية -صوتيات- فتاوى - تفسير وشرح القرآن الكريم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة إبراهيم - 1-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الزعبي
المدير العام للموقع



المساهمات : 694
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

سورة إبراهيم - 1-  Empty
مُساهمةموضوع: سورة إبراهيم - 1-    سورة إبراهيم - 1-  I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 16, 2018 10:01 pm

سورة إبراهيم مكية
وآياتها اثنتان وخمسون آية

من الآية /1/ الى الآية /5/.

بسم الله الرحمن الرحيم

{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيد ٍ(2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (3) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5)}.

شرح الكلمات:
{آلر }: هذا أحد الحروف المقطعة تكتب آلر وتقرأ ألف لاَمْ رَا والتفويض فيها أسلم وهو قول الله أعلم بمراده بذلك.
هذا مذهب السلف وهو: تفويض لهم معناها إلى الله تعالى منزلها ويعدونها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.
وهو أسلم من القول بالإجهاد الفكري.

{كتاب}: أي هذا كتاب عظيم.
{أنزلناه إليك}: يا محمد صلى الله عليه وسلم.
{من الظلمات }: أي من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
{العزيز الحميد}: أي المحمود بآلائه.
{عن سبيل الله }: أي الإسلام.
{عوجاً }: أي معوجَّة.
{بآياتنا}: أي المعجزات التسع: العصا، اليد، الطوفان، الجراد، القمل الضفادع، الدم، والطمس والسنين ونقص الثمرات.
{وذكرهم بأيام الله}: أي ببلائه ونعمائه.

معنى الآيات:
قوله تعالى: {آلر} الله أعلم بمراده.
وقوله: {كتاب أنزلناه} أي هذا كتاب عظيم القدر أنزلناه إليك يا رسولنا لتخرج الناس من الظلمات أي من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم الشرعي، وذلك {بإذن ربهم} أي بتوفيقه ومعونته {إلى صراط العزيز الحميد} أي إلى طريق العزيز الغالب الحميد أي المحمود بآلائه وافضالاته على عباده وسائر مخلوقاته
{الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}
قرأ نافع برفع اسم الجلالة، وقرأ الجمهور بالجر، واستجب بعضهم الجر إذا وصل والرفع إذا وقف وهو حسن ومن وصل وقف على وما في الأرض.
{الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}خَلْقَاً ومُلْكَاً وتَصْرِيفَاً وتدبيراً، هذا هو الله صاحب الصراط الموصل إلى الإسعاد والإكمال البشرى، والكافرون معرضون بل ويصدون عنه فويل لهم من عذاب شديد، الكافرون {الذين يستحبون الحياة الدنيا} أي يفضلون الحياة الدنيا فيعملون للدنيا ويتركون العمل للآخرة لعدم إيمانهم بها
قال ابن عباس وغيره: كل من آثر الدنيا وزهرتها واستحب البقاء في نعيمها على نعيم الآخرة وصد عن سبيل الله أي: صرف نفسه وغيره عن طاعة الله ورسوله فهو داخل في هذه الآية، وهي ذات وعيد شديد.
{ويصدون} أنفسهم وغيرهم أيضاً {عن سبيل الله} أي الإسلام {ويبغونها عوجاً} أي معوجة إنهم يريدون من الإسلام أن يوافقهم في أهوائهم وما يشتهون حتى يقبلوه ويرضوا به دينا
قال تعالى: {أولئك في ضلال بعيد} إنهم بهذا السلوك المتمثل في إيثار الدنيا على الآخرة والصد عن الإسلام، ومحاولة تسخير الإسلام لتحقيق أطماعهم وشهواتهم في ضلال بعيد لا يمكن لصاحبه أن يرجع منه إلى الهدى.
وقوله تعالى في الآية (4) من هذا السياق {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} أي بلغتهم التي يتخاطبون بها ويتفاهمون لحكمة أن يبين لهم، والله بعد ذلك يضل من يشاء إضلاله حسب سنته في الإضلال ويهدي من يشاء كذلك .
//لا حجة لغير العرب في هذه الآية إذ كل من ترجم له الإسلام بلغته وجب عليه الدخول فيه والحمل بشرائعه ليكمل ويسعد، وقد استعمرت برطانيا نصف العالم فتكلم الناس بلغتها وتعاملوا بها وهي لغة دنيا لا غير. فالواجب على غير العربي أن يتعلم لغة الإسلام ما أمكنه ذلك.//
{وهو العزيز} الغالب الذي لا يمانع في شيء أراده
{الحكيم} الذي يضع كل شيء في موضعه فلذا هو لا يضل إلا من رغب في الإضلال وتكلف له وأحبه وآثره، وتنكر للهدى وحارب المهتدين والداعين إلى الهدى، وليس من حكمته تعالى أن يضل من يطلب الهدى ويسعى إليه ويلتزم طريقه. ويحبه ويحب أهله.
//من مظاهر حكمته أنه ختم الرسالة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ووأجب على البشرية كلها الإيمان به ويما جاء به ومن أبى دخل النار، فقد روى مسلم قوله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". فوحد بذلك البشرية توحيداً روحياً واجتماعياً وسياسياً لو أنها آمنت بمحمد صلى الله عليه وسلم وأخذت بهدايته لحصل لها من الكمال والإسعاد ما لم يخطر على بال.//
وقوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى} أي موسى نبي بني إسرائيل {بآياتنا} أي بحججنا وأدلتنا الدالة على رسالته والهادية إلى ما يدعو إليه وهي تسع آيات منها اليد والعصى {أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور} أي أخرج قومك من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد.
{وذكرهم بأيام الله} أي وقلنا له: ذكرهم بأيام الله وهي بلاؤه ونعمه إذ أنجاهم من عذاب آل فرعون وأنعم عليهم بمثل المن والسلوى، وذلك ليحملهم على الشكر لله بطاعته وطاعة رسوله
وقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} أ ي إن في ذلك التذكير بالبلاء والنعماء لدلالات يستدل بها على إفضال الله وإنعامه الموجب للشكر، ولكن الذين يجدون تلك الدلالات في التذكير هم أهل الصبر والشكر بل هم الكثيروا الصبر والشكر، وأما غيرهم فلا يرى في ذلك دلالة ولا علامة.

هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- إقامة الحجة على المكذبين بالقرآن الكريم، إذ هو مؤلف من الحروف المقطعة مثل آلر وطسم وآلم وحم، ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله بل بسورة مثله.
2- بيان أن الكفر ظلام والإيمان نور.
3- بيان الحكمة في إرسال الله تعالى الرسل بلغات أقوامهم.
4- تقرير أن الذي يخلق الهداية هو الله وأما العبد فليس له أكثر من الكسب.
5- فضيلة التذكير بالخير والشر ليشكر الله ويتقى.
6- فضيلة الصبر والشكر.
الصبر مع البلاء، والشكر مع الرخاء، وخير الناس من إذا ابتلى صبر وإذا أعطي شكر ولا يكون كذلك إلاّ ذو علم وبصيرة.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

/////////////////////////////////////
‎9/‎23/‎2018
//////////////////////////////////
‎11/‎7/‎2017


تفسير سورة إبراهيم
من الآية /6/ الى الآية /9/.
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (Cool أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9)}.

شرح الكلمات:
{وإذ قال موسى }: أي اذكر إذ قال موسى.
{يسومونكم}: يذيقونكم.
{ويستحيون نساءكم}: أي يستبقونهنَّ.
{بلاء من ربكم عظيم}: أي ابتلاء واختبار، ويكون بالخير والشر.
{وإذ تأذن ربكم}: أي أعلم ربكم.
{بالبينات}: بالحجج الواضحة على صدقهم في دعوة النبوة والتوحيد والبعث الآخر.
{فردوا أيديهم في أفواههم}: أي فرد الأمم أيديهم في أفواههم أي أشاروا إليهم أن اسكتوا.
{مريب}: موقع في الريبة.

معنى الآيات:
{وإذ قال موسى لقومه} أي اذكر يا رسولنا إذ قال موسى لقومه من بني إسرائيل {اذكروا نعمة الله عليكم} أي لتشكروها بتوحيده وطاعته، فإن من ذكر شكر وبين لهم نوع النعمة وهي إنجاؤهم من فرعون وملائه إذ كانوا يعذبونهم بالاضطهاد والاستعباد، فقال: {يسومونكم سوء العذاب} أي يذيقونكم سوء العذاب وهو أسوأه وأشده، {ويذبحون أبناءكم} أي الأطفال المولودين، لأن الكهنة أو رجال السياسة قالوا لفرعون: لا يبعد أن يسقط عرشك وتزول دولتك على أيدي رجل من بني إسرائيل فأمر بقتل المواليد فورَ ولادتِهم فيقتلون الذكور ويستبقون الإناث للخدمة ولعدم الخوف منهن وهو معنى قوله: {ويستحيون نساءكم} وقوله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} فهو بالنظر إلى كونه عذابا بلاء بالشر، وفي كونه نجاة منه، بلاء بالخير.
وقوله تعالى: {وإذ تأذن ربكم} هذا من قول موسى لبني إسرائيل أي أذكر لهم إذ أعلم ربكم مقسماً لكم {لئن شكرتم} نعمي بعبادتي وتوحيدي فيها وطاعتي وطاعة رسولي بامتثال الأوامر واجتناب النواهي {لأزيدنكم} في الإنعام والإسعاد
سئل بعض الصالحين عن الشكر لله تعالى فقال: ألاّ تتقوى بنعمه على معاصيه وحكي أن داود عليه السلام أنه قال: أي ربي كيف أشكرك وشكري لك نعمة متجددة منك عليّ؟ قال: "يا داود: الآن شكرتني"، وعليه فالشكر الاعتراف بالنعمة للمنعم ولا يصرفها في غير طاعته.
{ولئن كفرتم} فلم تشكروا نعمي فعصيتموني وعصيتم رسولي أي لأسلبنها منكم وأعذبكم بسلبها من أيديكم .
{إن عذابي لشديد} فاحذروه واخشوني فيه، وقوله تعالى: {وقال موسى} أي لبني إسرائيل {إن تكفروا أنتم} نعم الله فلم تشكروها بطاعته {ومن في الأرض جميعاً} وكفرها من في الأرض جميعاً {فإن الله لغني} عن سائر خلقه لا يفتقر إلى أحد منهم {حميد} أي محمود بنعمه على سائر خلفه.
وقوله: {ألم يأتكم} هذا قول موسى لقومه وهو يعظهم ويذكرهم :
{ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم} أي لا يعلم عددهم ولا يحصيهم {إلا الله}
{جاءتهم رسلهم بالبينات} أي بالحجج والبراهين على صدق دعوتهم وما جاء به من الدين الحق ليعبد الله وحده ويطاع وتطاع رسله فيكمل الناس بذلك ويسعدوا.
وقوله: {فردوا أيديهم} أي ردت الأمم المرسل إليهم أيديهم إلى أفواههم تغيظاً على أنبيائهم وحنقاً، أو أشاروا إليهم بالسكوت فأسكتوهم رداً لدعوة الحق التي جاؤوا بها.
وقالوا لهم: {إنا كفرنا بما أرسلتم به} أي بما جئتم به من الدين الإسلامي والدعوة إليه، {وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} أي موقع في الريبة التي هي قلق النفس واضطرابها لعدم سكونها للخبر الذي يلقى إليها، هذا وما زال السياق طويلاً وينتهي بقوله تعالى: {واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد}.

هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- مشروعية التذكير بنعم الله لنشكر ولا نكفر.
2- وعد الله تعالى بالمزيد من النعم لمن شكر نعم الله عليه.
3- كفر النعم سبب زوالها.
4- بيان غنى الله تعالى المطلق على سائر خلقه فالناس إن شكروا شكروا لأنفسهم وإن كفروا كفروا على أنفسهم أي شكرهم ككفرهم عائد على أنفسهم.
5- التذكير بقصص السابقين وأحوال الغابرين مشروع وفيه فوائد عظيمة.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

‎11/‎8/‎2017


تفسير سورة إبراهيم

من الآية /10/ الى الآية /14/.

{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ(14)}.

شرح الكلمات:
{أفي الله شك}: أي لا شك في وجود الله ولا في توحيده، إذ الاستفهام إنكاري.
{إلى أجل مسمى} : أي إلى أجل الموت.
{بسلطان مبين }: بحجة ظاهرة تدل على صدقكم.
{يمن على من يشاء}: أي بالنبوة والرسالة على من يشاء لذلك.
{وقد هدانا سبلنا}: أي طرقه التي عرفناه بها وعرفنا عظيم قدرته وعز سلطانه.
{لنخرجنكم من أرضنا}: أي من ديارنا أو لتعودون في ديننا.
{لمن خاف مقامي}: أي وقوفه بين يدي يوم القيامة للحساب الجزاء.

معنى الآيات:

ما زال السياق في ما ذكر به موسى قومه بقوله: {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح.....} فقوله تعالى: {قالت رسلهم} أي قالت الرسل إلى أولئك الأمم الكافرة {أفي الله شك}؟ أي كيف يكون في توحيد الله شك وهو فاطر السموات والأرض، فخالق السموات والأرض وحده لا يعقل أن يكون له شريك في عبادته، انه لا إله إلا هو.
//الاستفهام إنكاري أي: لا شك في الله، أي في وجوده، وقدرته وعلمه وحكمته الموجبة لألوهيته، وهي عبادته وحده لا شريك له.//
وقوله : {يدعوكم} إلى الإيمان والعمل الصالح الخالي من الشرك
{ليغفر لكم من ذنوبكم} وهو كل ذنب بينكم وبين ربكم من كبائر الذنوب وصغائرها أما مظالم الناس فردوها إليهم تغفر لكم.
//(من) للتبعيض، ويصح أن تكون زائدة، والمغفرة لكل الذنوب لأنّ الإسلام يجبّ ما قبله من سائر الذنوب.//
وقوله: {ويؤخركم إلى أجل مسمى} أي يؤخر العذاب عنكم لتموتوا بآجالكم المقدرة لكم.
وقوله: {قالوا} أي قالت الأمم الكافرة لرسلهم {إن أنتم إلا بشر مثلنا} أي ما أنتم إلا بشر مثلنا، {تريدون أن تصدونا} أي تصرفونا {عما كان يعبد آباؤنا} من آلهتنا أي أصنامهم وأوثانهم التي يدَّعون أنها آلهة، وقولهم: {فأتونا بسلطان مبين} قال الكافرون للرسل ائتونا بسلطان مبين أي بحجة ظاهرة تدل على صدقكم أنكم رسل الله إلينا فأجابت الرسل قائلة ما أخبر تعالى به عنهم بقوله: {قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم} أي ما نحن إلا بشر مثلكم فمالا تستطيعونه أنتم لا نستطيعه نحن {ولكن الله يمن على من يشاء} أي إلا أن الله يمن على من يشاء بالنبوة فمن علينا بها فنحن ننبئكم بما أمرنا الله ربنا وربكم أن ننبئكم به كما نأمركم وندعوكم لا من تلقاء أنفسنا ولكن بما أمرنا أن نأمركم به وندعوكم إليه.
//ومما منّ الله به عليهم، الحكمة والمعرفة والهداية إلى ما يوجب رضاه ومحبّته؟ وقيل: إنّ أعظم ما يمن به الله تعالى على عبده ذكره بأسمائه وصفاته.//
{وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله} أي بإرادته وقدرته فهو ذو الإرادة التي لا تحد والقدرة التي لا يعجزها شيء ولذا توكلنا عليه وحده وعليه {فليتوكل المؤمنون} فإنه يكفيهم كل ما يهمهم، ثم قالت الرسل وهي تعظ أقوامها بما تقدم: {وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا} أي طرقنا التي عرفناه بها وعرفنا عظمته وعزة سلطانه فأي شيء يجعلنا لا نتوكل عليه وهو القوي العزيز
{ولنصبرن على ما آذيتمونا} بألسنتكم وأيديكم متوكلين على الله حتى ينتقم الله تعالى لنا منكم، {وعلى الله فليتوكل المتوكلون} إذ هو الكافل لكل من يثق فيه ويفوض أمره إليه متوكلاً عليه وحده دون سواه.
وقوله تعالى: {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا} هذا إخبار منه تعالى على ما قالت الأمم الكافرة لرسلها: قالوا موعدين مهددين بالنفي والإبعاد من البلاد لكل من يرغب عن دينهم ويعبد غير آلهتهم: {لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا} أي ديننا الذي نحن عليه وهنا أوحى الله تعالى إلى رسله بما أخبر تعالى به: {فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم} قال لنهلكن الظالمين ولم يقل لنهلكنهم إشارة إلى علة الهلاك وهي الظلم الذي هو الشرك والإفساد ليكون ذلك عظة للعالمين، وقوله تعالى: {ذلك} أي الإنجاء للمؤمنين والإهلاك للظالمين جزاءً {لمن خاف مقامي} أي الوقوف بين يدي يوم القيامة {وخاف وعيد} على ألسنة رسلي بالعذاب لمن كفر بي وأشرك في عبادتي ومات على غير توبة إلىَّ من كفره وشركه وظلمه.
//المقام: مصدر ميمي وقوله {مقامي}: أي قيامه بين يديّ للحساب، والوعيد هو عذاب النار، وقيل: مقامي: أي قيامي عليه، ومراقبتي له والمعنى إذاً خافني وراقبني، وهو معنى صحيح، والخوف من الله ومراقبته موجبة للصلاح المورث للأرض والدولة لقوله تعالى: {إن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.//
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- بطلان الشك في وجود الله وعلمه وقدرته وحكمته ووجوب عبادته وحده وذلك لكثرة
الأدلة وقوة الحجج، وسطوع البراهين.
2- بيان ما كان أهل الكفر يقابلون به رسل الله والدعاة إليه سبحانه وتعالى وما كانت الرسل ترد به عليهم.
3- وجوب التوكل على الله تعالى، وعدم صحة التوكل على غيره إذ لا كافي إلا الله.
4- وجوب الصبر على الأذى في سبيل الله وانتظار الفرج بأخذ الظالمين.
5- عاقبة الظلم وهي الخسران والدمار لا تتبدل ولا تتخلف وإن طال الزمن.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

‎‎11/‎9/‎2017


تفسير سورة إبراهيم
من الآية /15/ الى الآية /20/.

{وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ(16) يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ (18) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)}.

شرح الكلمات:
{واستفتحوا }: أي طلب الرسل الفتح لهم أي النصر على أقوامهم الظالمين.
{وخاب}: أي خسر وهلك.
{كل جبار عنيد}: أي ظالم يجبر الناس على مراده عنيد كثير العناد.
{من ماء صديد}: أي هو ما يخرج سائلاً من أجواف أهل النار مختلطاً من قيح ودم وعرق.
{يتجرعه ولا يكاد يسيغه}: أي يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته ولا يُقاربُ لقبحه ومراراته.
{ويأتيه الموت من كل مكان }: أي لشدة ما يحيط به من العذاب فكل أسباب الموت حاصلة ولكن لا يموت.
{أعمالهم كرماد}: أي الصالحة منها كصلة الرحم وبر الوالدين وإقراء الضيف وفك الأسير
والفاسدة كعبادة الأصنام بالذبح لها والنذر والحلف والعكوف حولها كرماد.
{لا يقدرون مما كسبوا على شيء}: أي لا يحصلون من أعمالهم التي كسبوها على ثواب وإن قل لأنها باطلة بالشرك.
{وما ذلك على الله بعزيز}: أي بصعب ممتنع عليه.

معنى الآيات:
هذا آخر حديث ما ذَكَّرَ به موسى قومه من أنباء الأمم السابقة على بنى إسرائيل، قال تعالى في الإخبار عنهم: {واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد} أي واستفتح الرسل أي طلبوا من الله تعالى أن يفتح عليهم1 بنصر على أعدائه وأعدائهم واستجاب الله لهم.
{وخاب كل جبار عنيد} أي خسر وهلك كل ظالم طاغ معاند للحق وأهله، {وخاب كل جبار عنيد} كقولهم: {ربنا افتح بينا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} قالها شعيب والمؤمنون معه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو طالباً نصره وهزيمة أعدائه.
//العنيد: المعاند للحق، والجبار: المتعاظم الشديد التكبر، وقيل هو من يجبر الناس على مراده، وهو وصف مذموم لغير الله تعالى.//
وقوله: {من ورائه جهنم} أي أمامه جهنم تنتظره سيدخلها بعد هلاكه ويعطش ويطلب الماء فتسقيه الزبانية {من ماء صديد} أي وهو صديد أهل النار وهو ما يخرج من قيح ودم وعرق.
//الرماد: ما يبقى من احتراق الحطب والفحم، ضرب الله في هذه الآية مثلاً لأعمال الكفار في أنه يمحقها كما تمحق الريح الشديدة الرماد في يوم عاصف.//
//لفظ وراء يطلق على ما كان خلفاً وما كان أماماً، لأنّ كل ما ووري أي: استتر فهو وراء. وقوله: {من ورائه جهنم}: صفة لجبار عنيد، والوراء مستعمل في معنى ما ينتظره ويحل به من بعد، قال الشاعر:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب
أي بعده.//
{يتجرعه} أي يبتلعه جرعة بعد أخرى لمرارته
{ولا يكاد يسيغه} أي يدخله جوفه الملتهب عطشاً لقبحه ونتنه ومرارته وحرارته، وقوله تعالى: {ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت} أي ويأتي هذا الجبار العنيد والذي هو في جهنم يقتله الظمأ فيسقى بالماء الصديد يأتيه الموت لوجود أسبابه وتوفرها من كل مكان إذ العذاب محيط به من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وما هو بميت لأن الله تعالى لم يشأ ذلك قال تعالى: {لا يموت فيها ولا يحيا}
وقال: {لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها} ومن وراء ذلك العذاب الذي هو فيه {عذاب} أي لون آخر من العذاب {غليظ} أي شديد لا يطاق.
وقوله تعالى: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف} أي من شديد هبوب الريح فيه {لا يقدرون مما كسبوا} أي من أعمال في الدنيا {على شيء} أي من الثواب والجزاء الحسن عليها، هذا مثل أعمالهم الصالحة كأنواع الخير والبر والطالحة كالشرك والكفر وعبادة غير الله مما كانوا يرجون نفعه، الكل يذهب ذهاب رماد حملته الريح وذهبت به، مشتدة في يوم عاصف شديد هبوب الريح فيه.
وقوله تعالى: {ذلك هو الضلال البعيد} أي ذلك الذي دل عليه المثل هو الضلال البعيد لمن وقع فيه إذ ذهب كل عمله سدى بغير طائل فلم ينتفع بشيء منه وأصبح من ا لخاسرين.
وقوله تعالى: {ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق}
الرؤية هنا: رؤية القلب وهي العلمية.
{ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق}أي ألم تعلم أيها الرسول أن الله خلق السموات والأرض بالحق أي من أجل الإنسان ليذكر الله تعالى ويشكره فإذا تنكر لربه فكفر به وأشرك غيره في عبادته عذبه بالعذاب الأليم الذي تقدم وصفه في هذا السياق لأن الله تعالى لم يخلق السموات والأرض عبثاً وباطلاً بل خلقهما وخلق ما فيهما من أجل أن يذكر فيهما ويشكر فمن ترك الذكر والشكر عذبه أشد العذاب وأدومه وأبقاه.
وقوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم} أيها الناس المتمردون على طاعته المشركون به {ويأت بخلق جديد} غيركم يعبدونه ويوحدونه
{ وما ذلك على الله بعزيز} أي بممتنع ولا متعذر لأن الله على كل شيء قدير.

هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- إنجاز وعد الله لرسله في قوله: {فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين} الآية.
2- خيبة وخسران عامة أهل الشرك والكفر والظلم.
3- عظم عذاب يوم القيامة وشدته.
4- بطلان أعمال المشركين والكافرين وخيبتهم فيها إذ لا ينتفعون بشيء منها.
5- عذاب أهل الكفر والشرك والظلم لازم لأنهم لم يذكروا ولم يشكروا والذكر والشكر علة الوجود كله فلما عبثوا بالحياة استحقوا عذاباً أبدياً.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamadalzabe.yoo7.com
 
سورة إبراهيم - 1-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشيخ محمد امين الزعبي :: دراسات قرآنية-
انتقل الى: