الشيخ محمد امين الزعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا وسهلا بكم في منتدى الشيخ محمد أمين الزعبي
الشيخ محمد امين الزعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا وسهلا بكم في منتدى الشيخ محمد أمين الزعبي
الشيخ محمد امين الزعبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ محمد امين الزعبي

خطب دينية -صوتيات- فتاوى - تفسير وشرح القرآن الكريم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القسم الثالث من سورة الحجر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الزعبي
المدير العام للموقع



المساهمات : 694
تاريخ التسجيل : 11/04/2008

القسم الثالث من سورة الحجر Empty
مُساهمةموضوع: القسم الثالث من سورة الحجر   القسم الثالث من سورة الحجر I_icon_minitimeالسبت فبراير 09, 2019 10:14 pm

تفسير سورة الحجر

من الآية /80/ الى الآية /88/.

{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ(80) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ(81) وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ(82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ(83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(84) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ(85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ(86) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ(87) لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ(88)}.

شرح الكلمات:
{أصحاب الحجر}: هم قوم صالح ومنازلهم بين المدينة النبوية والشام.
// لفظ الحجر يطلق على أمور عدّة منها العقل {لذي حجر}
والحرام: {حجراً محجوراً}
والفرس الانثى
وحجر القميص، والفتح فيه أولى،
وحجر إسماعيل إزاء الكعبة
وديار ثمود: وهو المراد هنا.//
{وآتيناهم آياتنا }: أي في الناقة وهي أعظم آية.
{ما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون}: من بناء الحصون وجمع الأموال.
{الصفح الجميل}: أي أعرض عنهم إعراضاً لا جزع فيه وهذا قبل الأمر بقتالهم.
{سبعاً من المثاني}: هي آيات سورة الفاتحة السبع.
{أزاوجاً منهم}: أي أصنافاً من الكفار.
{واخفض جناحك}: أي ألِن جانبك للمؤمنين.

معنى الآيات:
هذا شروع في موجز قصة أخرى هي قصة أصحاب الحجر وهم ثمود قوم صالح، قال تعالى: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} وفي هذا موعظة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كذبه قومه من أهل مكة فليصبر على تكذيبهم فقد كذبت قبلهم أقوام.
وقال تعالى {المرسلين} ولم يكذبوا إلا صالحاً باعتبار أن من كذب رسولا فقد كذب عامة الرسل، لأن دعوة الرسل واحدة وهي أن يُعبدَ اللهُ وحدَهُ بما شرع لإكمال الإنسان وإسعاده في الحالتين.
وقوله {وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين} إن المراد من الآيات القائمة بالناقة منها أنها خرجت من صخرة، وأنها تشرب ماء البلد يوما، وأنها تقف أمام كل بيت ليحلب أهله منها ما شاءوا، وإعراضهم عنها، عدم إيمانهم وتوبتهم إلى الله تعالى بعد أن آتاهم ما طلبوا من الآيات.
//المراد بالآيات: الناقة لأنها تشمل على عدّة آيات، وجائز أن يكون هناك آيات أخرى أعطيها صالح غير الناقة//.
وقوله {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا} أي كانوا يتخذون بالنحت بيوتاً داخل الجبال يسكنوها شتاء آمنين من أن تسقط عليهم لقوتها و أن ينالهم برد أو حر لوقايتها لهم.
وقوله تعالى {فأخذتهم الصيحة مصبحين} وذلك صيحة اليوم الرابع وهو يوم السبت فهلكوا أجمعين،
//{مصبحين}: حال من أخذتهم الصيحة أي: حال كونهم داخلين في الصباح وهو أوّل النهار، فالأيام الثلاثة التي قيل لهم: {تمتعوا فيها} هي الأربعاء والخميس والجمعة، وصبيحة السبت كان هلاكهم والعياذ بالله من حال الهالكين//.

{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} من المال والعتاد وبناء الحصون بل هلكوا ولم ينج منهم أحد إلا من آمن وعمل صالحاً فقد نجاه الله تعالى مع نبيه صالح عليه السلام.
//عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ : لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالْحِجْرِ قَالَ :« لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ الَّذِى أَصَابَهُمْ ». ثُمَّ قَنَّعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأْسَهُ ، وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الْوَادِىَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ.
فَأَحَبَّ الْخُرُوجَ مِنْ تِلْكَ الْمَسَاكِنِ وَكَرِهَ الْمُقَامَ بِهَا إِلاَّ بَاكِيًا فَدَخَلَ فِى ذَلِكَ الْمُقَامُ لِلصَّلاَةِ وَغَيْرِهَا وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
وفي رواية صحيحة : وَتَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ.
وآمر بهرق ما استقوا من بئر ثمود وإلقاء ما عجن وخبز منه لأجل انه ماء سخط فلا يجوز الانتفاع به فراراً من سخط الله تعالى وقال: اعلفوه الإبل ففعلوا"
عَنِ ابْنِ عُمَرَرضي الله تعالى عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ : أَمَرَهُمْ أَلا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا ، وَلا يَسْتَقُوا مِنْهَا ، فَقَالُوا : قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ ، وَيُهْرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئَارِهَا ، وَأَنْ يَعْلِفُوا الإِبِلَ الْعَجِينَ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ//.
وقوله تعالى: {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق}
أي إلا من أجل أن أُذكر وأُشكر، فلذا من كفر بي فلم يذكرني وعصاني فلم يشكرني أهلكته.
لأني لم أخلق هذا الخلق العظيم لهواً وباطلاً وعبثاً.
وقوله: {وإن الساعة لآتية} أي حتماً لا محالة وثم يُجزي كلٌ بما كسب فلا تحزن على قومك ولا تجزع منهم فإن جزاءهم لازم وآت لابد، فاصبر واصفح عنهم وهو معنى قوله تعالى {فاصفح الصفح الجميل} أي الذي لا جزع معه.
وقوله {إن ربك هو الخلاق العليم} خلق كل شيء وعلم بما خلق فعلى كثرة المخلوقات يعلم نياتها، وأعمالها، وأحوالها، ولا يخفى عليه شيء من أمرها وسيعيدها كما بدأها ويحاسبها ويجزيها بما كسبت.
وهذا من شأنه أن يساعد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصبر والثبات على دعوته حتى ينصرها الله تعالى في الوقت الذي حدده لها. وقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
أي أعطيناك سورة الفاتحة أم القرآن وأعطيناك القرآن العظيم وهو خير عظيم لا يقادر قدره.
عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها قلت بلى يا رسول الله قال لعلك أن لا تخرج من ذلك الباب حتى أحدثك بها فقمت معه فجعل يحدثني ويدي في يده فجعلت أتباطأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها فلما دنوت من الباب قلت يا رسول الله السورة التي وعدتني قال كيف تبدأ إذا قمت إلى الصلاة قال فقرأت فاتحة الكتاب فقال هي هي وهي السبع المثاني الذي قال الله ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم هو الذي أوتيته \1\
ابن خزيمة في صحيحه ج1/ص252 ح500

إذاً {لا تمدن عينيك} متطلعاً {إلى ما متعنا به أزواجاً منهم} أي أصنافاً من رجالات قريش، فما آتيناك خير مما هم عليه من المال والحال التي يتمتعون فيها بلذيذ الطعام والشراب.
وقوله: {ولا تخزن عليهم} إن هم لم يؤمنوا بك ولم يتابعوك على ما جئت به، فإن أمرهم إلى الله تعالى، وأمره تعالى أن يلين جانبه لأصحابه المؤمنين فقال: {واخفض جناحك للمؤمنين} فحسبك ولاية الله لك فذر المكذبين أولي النعمة، وتعايش مع المؤمنين، ولين جانبك لهم، واعطف عليهم فإن الخير فيهم وليس في أولئك الأغنياء الأثرياء الكفرة الفجرة.

هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- إذا أراد الله هلاك أمة فإن قوتها المادية لا تغني عنها شيئاً.
2- لم يخلق الله الخلق عبثاً بل خلقه ليعبد بالذكر والشكر، فمن عبده نجا، ومن أعرض عن ذكره وترك عبادته أذاقه عذاب الخزي في الدنيا والآخرة أو في الآخرة وهو أشد وأخزى.
3- بيان أن الصفح الجميل هو الذي لا جزع معه.
4- بيان أن ممن أتي القرآن لم يؤت أحد مثلها من الخير قط.
5- فضل الفاتحة إذ هي السبع المثاني.
//كون الفاتحة هي السبع المثاني هو قول عليّ وأبي هريرة والحسن وغيرهم ويشهد له الحديث الصحيح: "الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني". روي عن ابن عباس أنه قال: هي السبع الطوال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة معاً//.
6- على الدعاة إلى الله أدت لا يلتفتوا إلى ما في أيدي الناس من مالٍ ومتاع، فإن ما آتاهم الله من الإيمان والعلم والتقوى خير مما آتى أولئك من المال والمتاع.
7- استحباب لين الجانب للمؤمنين والعطف عليهم والرحمة لهم.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.


‎11/‎26/‎2017

تفسير سورة الحجر
أواخر سورة الحجر من الآية /89/ الى الآية /99/.

{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ(89) كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ(90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ(91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ(92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ(95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99)}.

شرح الكلمات:
{النذير المبين }: البين النذارة
{على المقتسمين} : أي الذين قسموا كتاب الله فقالوا فيه شعر، وقالوا سحر، وقالوا كهانة.
{جعلوا القرآن عضين }: هم المقسمون للقرآن وجعلوا عضين جمع عضة وهي القطعة والجزء من الشيء.
{فاصدع بما تؤمر}: أي اجهر به وأعرضه كما أمرك ربك.
{يضيق صدرك بما يقولون }: أي من الاستهزاء بك والتكذيب لك.
{حتى يأتيك اليقين }: أي الموت، أي إلى أن تتوفى وأنت تعبد ربك.

معنى الآيات:.
ما زال السياق في إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليمه ما ينبغي أن يكون عليه فأمره تعالى بقوله: {وقل إني أنا النذير المبين} أي أعلن لقومك بأنك النذير البين النذارة لكم يا قوم أن ينزل بكم عذاب الله إن أصررتم على الشرك والعناد والكفر.
//في الكلام حذف، وهو لفظ عذابا. فحذت المفعول لدلالة لفظ النذير عليه أو لكون الكاف في قوله {كما أنزلنا} زائد ة ويصحّ التقدير هكذا:أنا النذير المبين ما أنزلنا على المقتسمين أي: من العذاب.

وقوله: {كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين} انذركم عذاباً كالذي أنزله الله وينزله على المقتسمين الذين قسموا التوراة والإنجيل فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وهم اليهود والنصارى، والمقتسمين الذين تقاسموا أن يبيتوا صالحاً فأنزل الله بهم عقوبته والمقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين أي أجزاء فقالوا فيه شعر وسحر وكهانة، المقتسمين الذين قسموا طرق مكة وجعلوها نقاط تفتيش يصدون عن سبيل الله كل من جاء يريد الإسلام وهؤلاء كلهم مقتسمون وحل بهم عذاب الله ونقمته.
//واحد: (عضين) عضة من عضيت الشيء تعضيه أي: فرقته وكل فرقة عضة، وقيل: أصلها عضوة، فسقطت الواو، ولذا جمعت على عضين كعزين، إذ واحدها عزوة، وذلك أنهم فرقوا كلام الله فجعلوا بعضه سحراً وبعضه شعراً و.. و..//
وقوله تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} يقسم الجبار تبارك وتعالى لرسوله أنه ليسألنهم يوم القيامة عما كانوا يعملون ويجزيهم به فلذا لا يهولنَّك أمرهم واصبر على أذاهم.
//وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في قوله تعالى: {فوربك لنسألنّهم ..} إلى قوله {يعملون} قال: "عن قول لا إله إلا الله، إذ أبوا أن يقولوها فتمادوا في الكفر والشرّ والفساد ولو قالوا لما كان لهم سوى الخير والصلاح.//

وقوله {فاصدع بما تؤمر} أي أجهر بدعوة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وما تؤمر ببيانه والدعوة إليه أو التنفير منه، {وأعرض عن المشركين} ولا تبال بهم.
//قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن مستخفياً هو وأصحابه في دار الأرقم حتى نزلت فيه الآية: {فاصدع بما تؤمر} فخرج صلى الله عليه وسلم وأعلن الإسلام ودعا إليه جهرة.//

وقوله: {إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون} والمراد بهؤلاء المستهزئين الذين واعد تعالى بكفاية رسوله شرَّهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل، وعدي بن قيس، والأسود بن عبد يغوث كلهم ماتوا بآفات مختلفة في أمدٍ يسير، عليهم لعائن الله تعالى. وقوله تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} أي من الاستهزاء بك والسخرية، ومن المبالغة في الكفر والعناد فنرشدك إلى ما يخفف عنك الألم النفسي {فسبح بحمد ربك} أي قل سبحان الله وبحمده أي أكثر من هذا الذكر {وكن من الساجدين} أي المصلين إذ لا سجود إلا في الصلاة أو تلاوة القرآن إذاً فافزع عند الضيق إلى الصلاة
فلذا كان صلى الله عليه وسلم أحزنه أمر فزع إلى الصلاة.
//قيل: إنّ هذه سجدة من سجدات القرآن، والجمهور على أنها ليست سجدة وإنما أرشد الله تعالى رسوله لتفريج همّه وتوسعة صدره مما يسمع ويقال له أمره بالتسبيح والصلاة وفعلا كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.//
وقوله: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} أي واصل العبادة وهي الطاعة في غاية الذل والخضوع لله تعالى حتى يأتيك اليقين الذي هو الموت فإن القبر أول عتبة الآخرة وبموت الإنسان ودخوله في الدار الآخرة أصبح إيمانه يقيناً محضاً.
هداية الآيات.
من هداية الآيات:
1- حرمة الاختلاف في كتاب الله تعالى على نحو ما اختلف فيه أهل الكتاب.
2- مشروعية الجهر بالحق وبيانه لاسيما إذا لم يكن هناك اضطهاد.
3- فضل التسبيح بجملة: سبحان الله وبحمده ومن قالها مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وهذا مروي في الصحيح رواه مسلم..
4- مشروعية صلاة الحاجة فمن حزبه أمر أو ضاق به فليصل صلاة يفرج الله تعالى بها ما به أو يقضي حاجته إن شاء وهو العليم الحكيم.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamadalzabe.yoo7.com
 
القسم الثالث من سورة الحجر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشيخ محمد امين الزعبي :: دراسات قرآنية-
انتقل الى: